كيف تتعافى من علاقة سامة وتبدأ من جديد؟
هل جرّبت يومًا تمشي بقلبك متقلّب، ما تعرف تحس بحزن ولا بارتياح؟ ترجع بالذاكرة وتلاقي نفسك كنت تعيش وسط علاقة تستنزفك، تسرق منك وقتك، طاقتك، وحتى نفسك؟ لو كنت مرّيت من تجربة مثل دي، فاسمح لي أقول لك إنك مو لوحدك، وإنك أقوى مما تظن.
العلاقات السامة مو بس مؤلمة، هي مرهقة، تخليك تشكّ في نفسك
في البداية، يمكن ما كنت تلاحظ. يمكن كنت تبرر، تسامح، تقول "كل الناس تغلط"، أو "أنا يمكن أبالغ". بس الحقيقة؟ العلاقة اللي ما تترك فيك راحة، اللي تخلي قلبك ثقيل وعقلك مشوش، ما تستاهل تبقى فيها يوم زيادة.
أحيانًا، الشخص المؤذي ما يضربك، ما يصرخ عليك، بس يخليك دايمًا تحس إنك مو كفاية. يقلل من إنجازاتك، يسخر من أحلامك، أو يتحكم في قراراتك بأسلوب ناعم، بس سام.
ليش الخروج من العلاقة السامة صعب؟
لأنك تعوّدت. لأنه صار فيه ذكريات، وعود كذابة، لحظات حلوة قليلة وسط بحر من التعب. ويمكن لأنك تحب، أو لأنك تخاف تبدأ من الصفر. بس صدقني: أحيانًا الخسارة الحقيقية هي البقاء، مو الرحيل.
أول خطوة؟ اعترف بالحقيقة
ما ينفع تعالج جرح وأنت مو معترف إنه ينزف. لازم توقف قدّام نفسك بصدق، وتقول: "أنا كنت في علاقة سامة، واستحق أعيش بسلام." الاعتراف مو ضعف، هو أول باب للقوة.
اقطع الاتصال… وامشِ
ما في شي اسمه "نظل أصدقاء بعد الانفصال" مع شخص أذاك. رجوعك للحكي معه بيجرك وراك، يخليك ما تتشافى، يفتح الجرح كل مرة. احترم نفسك، واقطع أي تواصل، مو كرهًا، بل حماية لنفسك.
الحزن طبيعي… لا تخجل منه
بتتعب؟ طبيعي. تشتاق؟ طبيعي. تبكي؟ جدًا طبيعي. مشاعرنا مش عيب، بس المهم ما نغرق فيها. أبكي، عبّر، احكي لصاحبك، أو اكتب، بس لا تخلي الحزن يسكنك للأبد.
رجّع نفسك لنفسك
تذكر الأشياء اللي كنت تحبها؟ الرسم، المشي، الموسيقى، الضحك مع أصدقائك؟ رجّعها لحياتك. ما تخلي التجربة تسرق منك هويتك. كل مرة ترجع لنشاط تحبه، أنت تعيد بناء نفسك.
لا تتهوّر وتدخل علاقة جديدة بسرعة
فيه فراغ بعد كل علاقة، بس لا تعبيه بأي شخص. خلي قلبك يرتاح، يتنفس. خليك مع نفسك شوية، وتعلم تحبها. لأنك لو ما قدرت تحب ذاتك، كيف راح تسمح لحد ثاني يحبك صح؟
طوّر نفسك مش عشان تثبت شي لأحد… بل عشانك
ادرس، اشتغل، طوّر مهارة، سافر، جرب شي جديد. خليك أنت المحور، مو ضحية الماضي. كل ما ركزت على تطورك، صارت الذكريات مجرد دروس، مش سلاسل.
وش أهم شي؟ سامح نفسك
سامح نفسك إنك بقيت، وإنك صدّقت، وإنك تعبت. سامحها، واحتضنها، لأنك إنسان، والخطأ مو نهاية العالم. أهم خطوة في التعافي مش إنك تنسى الشخص… بل إنك تسامح نفسك.
كلمة أخيرة من القلب:
لو كنت تقرأ هذا الكلام الآن، فاعرف إنك قطعت شوط كبير. إنك تبحث عن شفاءك، هذا بحد ذاته قوة. يمكن الطريق طويل، بس أنت ماشي. ويمكن الندوب تظل، بسها تذكّرك إنك نجيت، إنك كنت هناك… وطلعت أقوى.
ابقَ قريبًا من نفسك، من نورك الداخلي، من السلام اللي تستحقه.